Wednesday, December 31, 2014

رسائل إيجابية .... عام جديد !!

سنةُ الخالق في خلقه .... أيامٌ معدودة تسمى بالعام تمضي ليحل مكانها عامٌ آخر ... يراها البعض مجرد أرقام تتغير يخطئون في كتابة آخر رقمٍ فيها ف الأشهر الاولى بداية كل عام ... هذه الفصيلة من البشر هم ممن أهدر وقته الثمين على مدار أعوامٍ و أعوام فلا دنياه صلُحت ولا كسَب آخرته ..... و منهم من كرسَ كل هذا الوقت لحياةٍ فانية زائلة ليضحي أخيراً كمن فرطّ بالكنزِ الأثمنِ والأغلى أي الجنة من أجلِ بضعِ كلماتٍ تُشهِره أو أوراقٍ تبيع و تشتري أو بالأحرى تخلق عبدةً لها .... من ناحيةٍ أخرى نرى العاقل من البشرِ هو من استغل تلك الأيام كثروة ثمينة وازن فيها بين دنياه و آخرته ... عمِل بجد كي يرتقي بمراتب عليا ف كلتا دُناه .... 

عامٌ حافل للمعظمِ إن لم يكن كل تلك البشرية ... عشنا فيها أياماً سوداء حالكة الظلام لتتبعها أيامٌ بيضاء ناصعة ... منا من عاش تجارب قاسية أو مازال يعيشها إلا لحظتنا هذه ... وصيتي له ثق بالله واصبر فما بعد العسرِ إلا اليسر ...  أما من تخطى عقباته ف اجلس مع ذاتك نهاية هذا العام لتحاول قدر المستطاع ان تطور من شخصك ... ان تصنع منك أسطورة ... ان تنشر صيتك الحسن في كل الأرجاء .. و لا تقل ان شيئاً مستحيل .. فكل بدايةٍ للعام هي فرصةٌ لتبدأ أنت حياةً جديدة كصفحةٍ صماء لا يلوثها دَنس ... ارسم بها خططك حتى لا تكون ولو جزءً من خِطط الآخرين ... رتب طموحك و أولياتك على مدى العام وما بعده ... لا تيأس إذا واجهتك أي عقبة أو مشكلة ف أنت إذا ايقنت و توكلت على الله ف ستتمكن من تخطيها أياً كانت سُبلك ... 

شيء مهم يجب عليك فعله حال ما ترحل هذه السنة هو ان تضع أي ذكرياتٍ آلمتك أو ارهقتك تفاصيلها في حاوية الزمن فأنت الآن لست بحاجة تذكرِ كل ما فات ...كل ما انت بحاجةٍ إليه هو تعلم الخطأ و إصلاحه في مستقبلك المشرق بإذن الله ... إن كان الماضي شخصٌ خطفه الموت فما عليك إلا الدعاء له فلا ذنبَ لأيٍ منا بالموت فهو القدرُ الذي لا مفرَّ منه .... و إن كان شخصاً سُرق منك بحكم الأيام فتذكر أنه لو كان خيراً لبقي ... و إن كان خطأ بحق شخص اذهب و اعتذر و لا تجزع ف كُل إنسانٍ خطاء ... أما إن كنت مُقصِراً بحقِ ملك الملوكِ فتب ف باب التوبةٍ مفتوحٌ دائماً ولكن أسرِع فلا تعرف أيُ ساعةٍ هي ساعتُك .... 

مما يُحبذ القيام بِه في نهاية كل عام ... أكتب كل إنجازاتك و ضعها نصب عينيك ... طَوِر فيها ل تراها في العام المقبل تحصد لك ثماراً إيجابية جمّا ... عَظِم من ما تفعل و لا تستصغر أي شيءٍ من أفعالك اليومية و سمِها إنجاز ... أعطي كل ما تفعل حقه ولا تبالغ .... اهتم بنفسك و اجعل راحتَك أولى أولوياتك و لا تقبل أن يسلبها احدهم ... فكِر دائماً بمصلحتك و اسعى جاهداً من اجل تحقيقها ولا تقارن نفسك بالآخرين فإن قارنت قلّت عزيمتك...  

خلاصة القول تكمنُ في أن تفكرَ دائماً بإيجابية ... تفاءل ولا تيأس و إبذل قصار جهدك دائماً و أحسن النية و ابتسم و كن على ثقة بأن من يزرع يحصد و أن جهدك مهما كان لن يضيع .


تسنيم الشروف .

Monday, August 18, 2014

أن تحب شخصا ...

"الحبُ مثل الموت            وعدٌ لا يردُ ولا يزول"
                                        'محموددرويش'

الحُبُ فطرةٌ جُبِلَ عليها البشرُ بِدأً من آدم وحتى قيام الساعة، فالمرءُ أياً كان يشعرُ أنه بحاجةٍ إلى أن يكونَ في إطارِ علاقةٍ تكسبُ حياتهُ راحةً وسعادة، فالعلاقات في هذا الكون و التي غالباً ما تكون نواتها الحُب هي علاقات جميلة تُشعرُ الإنسانَ بالرضى ولو لفترةٍ وجيزة سواءً كان هذا الحبُ من أُمٍ أو أبٍ ... زوجةٍ أو زوج ... أو حتى صديقٍ أو صديقةٍ .


يكون الحُب ناضجاً إذا بُنيَ على أُسسٍ  صحيحةٍ أهمُها الإهتمام فإذا أحببتَ شخصاً ستكون بمثابةِ ماردٍ سحري له تلبي كل طلباتهِ و أُمنياته بِدأً من كلمةٍ تُسعده وصولاً إلى وقتك الثمين وروحك التي من الممكن أن تقدمها بينَ راحتيك إذا تَطَلَبَ الأمر لأنك إذا أحببت فِعلاً فإنك ستبذل قِصار جُهدك حتى تُسعد من تحب و تراه في قمة الراحةِ دائماً ، من ثَم يأتي الإحترام المتبادل بين الطرفان و الثقةُ التي تُكسبُ كل العلاقات رونقاً أخاذاً و تُشعر طرفي العلاقة براحةٍ مطلقة ... 


أن تحبَ شخصاً يعني أن تُقدِمَ سعادته على سعادتكَ أي أن تتمنى له الأفضلَ دائماً أو على الأقل أن تتمنى له ما تتمناه لنفسك من خيرٍ وصلاحٍ و سعادة ، من هنا يقع على عاتقكَ مسؤولية مساندة من تحب في كل مشاكل حياته ، و تكون له خيرَ عونٍ إذا جاءكَ طالباً المساعدة، إن تواسيه و تخفف عنه إذا مرَّ بمحنة ، عليك أيضاً أن تفرحَ له حينَ يزور الفرحُ و النجاحُ حياته ، إذا قمت بكل هذا دونَ تزييف أو دفعٍ من أحد أو أي دافعٍ سواء كان مادياً أو غير ذلك فأنت فعلاً أحببت .

لطالما كان الحبُ شعوراًجميلاً للكثيرِ ممن عاشَ و يعيشُ هذه التجربة ، فمنهم من يشعرُ بألمٍ في بطنه حينَ يُحدث من يحب و منهم من يضيعُ منه الكلام ف يقولُ ما لا يُفهم و منهم من يَنقلبُ وجهه كالدمِ من شدةِ الخجل و بعضهم تتسارعُ دقاتُ قلبهِ كخيلٍ في غمارِ معركة ، أما الباقي فهم ممن يتجنبُ الحديث مع من يحبون في بداية العلاقةِ على الأقل ، هنا يَكمُنُ جمال الحب علاوةً على الراحةِ والرضى . 


أن تحبَ شخصاً بصدق يعني أن تعشقَ طريقةَ كلامهِ و إبتسامتهُ و ضحكته بل إنَ الأمرَ قد يصلُ بكَ إلى أن تحفظَ كل حركات من تحب و معانيها عن ظهرِ قلب ، أن تحب شخصاً يعني أن تستَرِقَ النظر إليه عندما تسمحُ لك أيُ فرصة، أن ترى في عينيه جنةٌ لا يراها غيرُكَ و أن تشعر بنكهةٍ جميلةٍ في وجودهِ و أن الدنيا فارغةٌ في غيابهِ ، كما أنَ حُبَكَ لشخصٍ يُشعِركَ بمسؤوليةٍ كبيرةٍ تجاههُ من نُصحٍ و خوفٍ على مصلحته و أنك يجب أن تكونَ لهُ الدرع الواقي الحصين الذي يقيهِ من كلِ ما قد يضره سواءً كان هذا الضررُ مادياً أو غير ذلك ، كما أنك حين تُحب تشعرُ بشعورٍ أناني لا إرادي تجاه من تحب و هذا ما يسمى بالغيرة لكن إحذر دائماً أن تُصبِحَ شخصاً غيوراً فالطرفُ الآخر قد يعتبِرهُ شعوراً مبالغاً فيه مما قد يوَلِد مشاكلاً أنتَ بِغنى عنها، كذلك الإهتمام فإن زاد الإهتمام قد يعتَبِرهُ الطرف الآخر سيطرةٌ فأنت حين يزداد إهتمامك ستتحكم لا شعورياً في كل تصرفاتِ من تحب و كل من يخالطهم أو حتى ما يحب و ما يكره فبذلكَ تكون قد طمستَ أهمُ ما يميزة و غيرتَ كلَ ملامح شخصيته التي من المفترض أنك أحبَبتَهُ بسببها ، لا تُعطي أكثرَ من اللازم فالعطاءُ ولو كانَ بنيةٍ إيجابية إذا زادَ عن حده كما كلُ شيءٍ في هذا العالمِ ينقَلِبُ ضده . 



أن تحب شخصاً يعني أن لا تستسلم و تبتعد عنه عند أول مفترق طُرق بل أنك تسأل عن ما يبعده أو ما يزعجه او ما غيره فلربما كان يحتاجُ راحةً من كل شيء أو انه يشعر أن إهتمامك تغير أو أن عنده مشكلةٌ في حياته و أن بعضاً من تصرفاتك أصبحت تزعجه .. لا تبتعد و تقول أنه هو من ابتعد أسعى و أعرف سبب تغيره مرة .. مرتان أو حتى ثلاث.. أقبل إعتذاره فمن الممكن أن يكون قد تفوه بكلامٍ لا معنى له في لحظة غضب أو غيرة أو لأي سبب .. التمس له العذر دائماً .. لكن أحذر أن تصبح كلعبة وضعها على الرف يلعب بها حينما شعر بالملل ثم يتركها .. من الممكن أن تعرف أنك اصبحت بلا قيمة عند من تحب حين تتيقن أن حالك أصبح لا يهمه حتى لو أنك تمر بأصعب الظروف .. حين تخبره أنك اشتقت له ولا يهمه ... حين تلتمس البرود في حديثه ... في هذه الحالة ابتعد ولا تخف ف انت أياً كنت أنت درةٌ ذاتُ قيمة يقدرها أحدهم في هذا العالم .. ابحث عن من يقدرك ولا تركض أو تكترث لمن أحببتهُ و استهانَ بك . 


و أنتَ تقرأُ ما كتبتُ أنا كنت تُفكرُ بشخصٍ واحدٍ أو أكثر، منهم من رحلَ عن الدنيا و منهم من رحل من حياتك فقط و منهم من مازال موجوداً ، لا شك أنك أحببتَ كلاً منهم كثيراً و إلا لما خطروا ببالك، نصيحتي الأخيرة أن تتأكد دائماً أن الشخص الذي تحبُه جديرٌ بالحبِ لأن ما سيترتب على هذا الحب من مسؤوليات و أعباء ليس بقليل كما يعتقدُ البعض ...

تسنيم الشروف .