سنةُ الخالق في خلقه .... أيامٌ معدودة تسمى بالعام تمضي ليحل
مكانها عامٌ آخر ... يراها البعض مجرد أرقام تتغير يخطئون في كتابة آخر رقمٍ فيها
ف الأشهر الاولى بداية كل عام ... هذه الفصيلة من البشر هم ممن أهدر وقته الثمين
على مدار أعوامٍ و أعوام فلا دنياه صلُحت ولا كسَب آخرته ..... و منهم من كرسَ كل
هذا الوقت لحياةٍ فانية زائلة ليضحي أخيراً كمن فرطّ بالكنزِ الأثمنِ والأغلى أي
الجنة من أجلِ بضعِ كلماتٍ تُشهِره أو أوراقٍ تبيع و تشتري أو بالأحرى تخلق عبدةً
لها .... من ناحيةٍ أخرى نرى العاقل من البشرِ هو من استغل تلك الأيام كثروة ثمينة
وازن فيها بين دنياه و آخرته ... عمِل بجد كي يرتقي بمراتب عليا ف كلتا دُناه
....
عامٌ حافل للمعظمِ إن لم يكن كل تلك البشرية ... عشنا فيها أياماً
سوداء حالكة الظلام لتتبعها أيامٌ بيضاء ناصعة ... منا من عاش تجارب قاسية أو
مازال يعيشها إلا لحظتنا هذه ... وصيتي له ثق بالله واصبر فما بعد العسرِ إلا
اليسر ... أما من تخطى عقباته ف اجلس مع ذاتك نهاية هذا العام لتحاول قدر
المستطاع ان تطور من شخصك ... ان تصنع منك أسطورة ... ان تنشر صيتك الحسن في كل
الأرجاء .. و لا تقل ان شيئاً مستحيل .. فكل بدايةٍ للعام هي فرصةٌ لتبدأ أنت
حياةً جديدة كصفحةٍ صماء لا يلوثها دَنس ... ارسم بها خططك حتى لا تكون ولو جزءً
من خِطط الآخرين ... رتب طموحك و أولياتك على مدى العام وما بعده ... لا تيأس إذا
واجهتك أي عقبة أو مشكلة ف أنت إذا ايقنت و توكلت على الله ف ستتمكن من تخطيها
أياً كانت سُبلك ...
شيء مهم يجب عليك فعله حال ما ترحل هذه السنة هو ان تضع أي ذكرياتٍ
آلمتك أو ارهقتك تفاصيلها في حاوية الزمن فأنت الآن لست بحاجة تذكرِ كل ما فات
...كل ما انت بحاجةٍ إليه هو تعلم الخطأ و إصلاحه في مستقبلك المشرق بإذن الله ...
إن كان الماضي شخصٌ خطفه الموت فما عليك إلا الدعاء له فلا ذنبَ لأيٍ منا بالموت
فهو القدرُ الذي لا مفرَّ منه .... و إن كان شخصاً سُرق منك بحكم الأيام فتذكر أنه
لو كان خيراً لبقي ... و إن كان خطأ بحق شخص اذهب و اعتذر و لا تجزع ف كُل إنسانٍ
خطاء ... أما إن كنت مُقصِراً بحقِ ملك الملوكِ فتب ف باب التوبةٍ مفتوحٌ دائماً
ولكن أسرِع فلا تعرف أيُ ساعةٍ هي ساعتُك ....
مما يُحبذ القيام بِه في نهاية كل عام ... أكتب كل إنجازاتك و ضعها
نصب عينيك ... طَوِر فيها ل تراها في العام المقبل تحصد لك ثماراً إيجابية جمّا ...
عَظِم من ما تفعل و لا تستصغر أي شيءٍ من أفعالك اليومية و سمِها إنجاز ... أعطي
كل ما تفعل حقه ولا تبالغ .... اهتم بنفسك و اجعل راحتَك أولى أولوياتك و لا تقبل
أن يسلبها احدهم ... فكِر دائماً بمصلحتك و اسعى جاهداً من اجل تحقيقها ولا تقارن
نفسك بالآخرين فإن قارنت قلّت عزيمتك...
خلاصة القول تكمنُ في
أن تفكرَ دائماً بإيجابية ... تفاءل ولا تيأس و إبذل قصار جهدك دائماً و أحسن
النية و ابتسم و كن على ثقة بأن من يزرع يحصد و أن جهدك مهما كان لن يضيع .
تسنيم الشروف .